التحليل السيميائي لصورة العرب والمسلمين في الألعاب الإلكترونية

سعت هذه الدراسة إلى التعمق في رصد وتحليل الجوانب الإيجابية والسلبية لصورة العرب والمسلمين في الألعاب الإلكترونية، كما سعت إلى رصد طبيعة الموضوعات التي يتم تقديمهم من خلالها في تلك الألعاب، بالإضافة إلى الكشف عن الرسائل والمعاني الظاهرة والخفية التي تروجها هذة الألعاب عن العرب والمُسلمين. حيث تم تطبيق مُقاربة "رولان بارث" للتحليل السيميائي على مجموعة مكونة من (5) صور للألعاب الإلكترونية التي تم إختيارها بعناية لضمان احتوائها على جميع السمات والعناصر المَطلوبة للتحليل.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج الخاصة بالسمات الإيجابية للعرب والمسلمين في تلك الألعاب، ومن بينها تصويرهم كشخصيات قوية وذات فخر واعتزاز بثقافتهم وتراثهم، مع إرتباطهم الواضح بهويتهم الدينية الإسلامية، وتم إستخدام البيئة الصحراوية لتكون رمزًا للصمود والتحدي، مما عكس قدرة العرب والمسلمين على التكيف والإنسجام مع الظروف القاسية للطبيعة.
وفي المقابل، كشفت نتائج الدراسة عن مجموعة من السمات السلبية للعرب والمُسلمين في صور تلك الألعاب، حيث تم تصويرهم كشخصيات عسكرية متعطشة للدماء فهم يستغلون سلطاتهم للإطاحة بكل من يخالفهم الرأي، كذلك، ظهروا في بعض السياقات كأثرياء مهووسين بالمال والسلطة، فهم يستخدمون ثرواتهم ونفوذهم لتحقيق مصالحهم دون مراعاة المعايير والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وتمثلت أبرز الرسائل والمعاني المقدمة عن العرب والمسلمين في هذه الألعاب في أنهم يميلون إلى العنف والتطرف لتحقيق أهدافهم السياسية والشخصية بدون احترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان، مما يشكل تهديدًا على الأمن الدولي، ويستدعي تدخل القوات الغربية لمواجهة هذا التهديد، وهو ما يحمل رسالة نمطية تفيد بأن العرب والمسلمين بحاجة إلى تدخل خارجي لحل مشكلاتهم وأن الغرب هو القوة الوحيدة القادرة على جلب النظام والعدل والإستقرار إلى المنطقة.